يتنزىّ الشبق من شدقيها حتى أطراف زغب الإبطين.. يتقرى طموحها المسالك المتاحة على تضاريس الجسد، فتدفع بالمحظور المتوارث على مدى دبيب السنين، إلى الزوايا المعتمة، وحتى حدود التطامن و الإستلقاء.. تقتلع اوتاد خيمة السلف الأكبر وتقفز فوق شاربي أبي ليلى المهلهل بعد أن نفضت ساقها العبلاء من ركاب حصانه الأشهب إلى المقعد الوثير في الـ ((كابريس)) الفارهة، فتغدو أحلامها - هكذا خيّل إليها في البداية - سطوراً أنيقة، ومتوازية، ومتلاحقة، تنزلق بسهولة على شاشة حاسوب من الجيل الخامس، لا يستهلك إلا جهد اللمسة الساحرة..
من قال انها لا يمكن أن تكون إمبراطورة الخراب العربي؟.
. . .
كانت البداية عندما سعت - بلباس الأرملة الحزينة - بعد رحيل الزوج، وهي تتنقل بين مكاتب الروتين سعياً وراء المرتب التقاعدي للرفيق الراحل، ولكن الرجل الذئبي الصغير، القابع في دائرة المعاشات، خلف كدسة من مصنّفات المساومة والمراوغة، سحب عن وجهها برقع الحزن ليشيع الجمال المركون عبر سني الزواج الذي بدأ مبكراً، تحت أضواء محافل التآلف الإجتماعي في مقاصير سماسرة المفاتيح الذهبية، وردهات فنادق النجوم الخمسة.
ما كانت تعلم شيئاً عن (( النقلة الحضارية )) الجديدة للناس والأشياء، وهي رهينة أسوار الزواج المبكر، والزوج الغيور، ومناخ شجرة الأسرة العريقة منذ الجد السابع عشر..
لطمت الرجل الذئبي الصغير على صدغه صارخة:
-. ولماذا هذه ( البداية ) المتواضعة يا إبن الكلب ما دامت الجعالة المنتظرة على هذا الهزال؟. سأبدأ من (سيد سيدك ) ومن هذا الرصيد الذي بهرك دون بهرج أو طلاء، فكيف إذا خرج بالأبهة العالية من التبرج والاستعراض؟.
وتهاوى (( الأسياد )) أمام الساق العبلاء التي رفست حصان المهلهل الأشهب، ونشبت في ساح النخاسة الجديدة، تدحرجت أمامها عروض وعقود وأحجار كريمة هي أنفس ما أخرجت المناجم من المعادن الثمينة.. وعلى الرغم من المفاجآت المبهرة، فقد تمالكت رباطة جأشها، وراحت تتصرف كإمبراطورة تتكلف ابتسامة الرضى، وهي تتلقى هدايا الحاشية..
وبدأت تتوق للتسلل إلى المجتمع العالي، مجتمع الذين يمثلون وقار المسؤولية على شاشة الرائي وفي الإحتفالات والمناسبات، يطلقون الخطب الرنانة والتصريحات النارية، وينثرون الكلمات الملونة هنا وهناك..
. . .
وجاءت فرصة سانحة، متجسدة في رجل تاجر، اوحى إليها بأنه سيد الميدان، وانه يضع السوق في جيب سترته...
قدم أوراق إعتماده، ودفتر شيكاته، وتمت الصفقة، كانت تريده مداساً لطموحها الأكبر، ولكنه فاجأها بما لم تتوقعه: عرض زواج.
بدا لها مثل ذلك الرجل الذئبي الصغير، وأن كان يختلف عنه بأنه ألبس المراوغة لبوس الشرع والسنّة
-. أي رحْ عني يا... بلا زواج بلا وجع رأس..
وقبل أن تنفض يدها منه، كانت قد قبضت باليد الأخرى على ( صوص ) آخر...
بدا أول الأمر، أو هكذا حاول أن يبدو - مثل باشق ذي شموخ وعنفوان، ثم تكشّف لها عن قوّاد هزيل يريد أن يمد جسدها اللدن جسراً يعبر إلى من بيده امر إجازات التصدير
أدركت لعبته، فبادرته بسلاحه نفسه.. طلبت إليه أن يتقاسم معها البيدر:
-. أي بيدر؟.
-. بيدر المكاسب يا إبن الشائنة.. وهرب
. . .
لن تكون بعد الان بحاجة ألى وسطاء.. هكذا قررت.. ستختصر الطريق بمواهبها الموروثة والمكتسبة... ستدوس بكعب حذائها الإيطالي هذه الهامات المنحنية أمامها على إمتداد ساحة الخراب العربي.
ها هي في حالتها الجديدة، تنفسح الأمداء أمامها من جديد على إمتداد زرقة الأفق.. وتتقافز الأحلام إلى المرابع حلقات متتالية، منفتحة، ومتآلقة حتى الذرى السامقة.. ومع الأحلام الجديدة، تتهاوى ذكريات الأمس البائس.. تنزاح الصور والأصداء متناوحة بين الشماريخ وهي تهوى إلى بئر بعيدة القرار..
تنفسح الأمداء أمامها، وهي جالسة في شرفة الشقة الجديدة التي أنتقلت إليها من ذلك القبو الرطب، فإذا هي في إطلالة خضراء، وإذا الطبيعة البادية أمامها واحدة من تلك المنمنمات التي تصوغها دورة الفصول لوحاتً معجزةً من الإبهار
فردت امامها كدسة البطاقات الشخصية، وقائمة الأرقام الخاصة، كومة من الرؤوس والالقاب والثروات، ولم يطل بها الإختيار، فهذه هي بطاقته، تعلن عن نفسها بلونها الذهبي..
ترى.. كيف سيكون وقع المفاجأة عليه؟.
ستة أشهر وهو يطاردها، يفرش لها الدرب بالمخمل، ويمد لها في كل لقاء متعمد بطاقته الذهبية، فقد تكون قد أضاعت السابقة.. وفي كل مرة لا يأخذ منها إلا وعداً معلقاً في الهواء.. حتى كان لقاء، توعدها فيه بأنها لن تراه إذا استمرت في الصد والدلال..
وعلى الرغم من أنه نفّذ وعيده، إلا أنها واثقة من أن ( ألو ) واحدة على الهاتف ستجعله يهرع لا هثاً وقد وقع طربوشه في حذائه..
أنها صفقتها الحاسمة في لعبة الوصول.. ستتحدى صديقتها - غريمتها - غادة التي توحي بأنها تمتلك قرن الثور الذي يحمل الكرة الأرضية، وكل عدتها أمين جمركي على الحدود يمّرر لها صرة ثياب أو صندوق معلبات..
مسكينة غادة.. هرّة جرباء.. تموء في الزوايا، وتلبس لبوس الإدعاء وتوحي لمن حولها بان يدها تطال أعلى تفاحة في جنة الأرض.. جنة؟..
واهمة هي غادة.. فليس في الأرض جنة.. ليس إلا هذا الخراب الذي يمتد على إتساع الصحارى العربية..
ستكون هي - وليس غادة - سيدة هذا الخراب .. امبراطورة هذا الخراب. فمثلها لا مكان له في جنان الطمأنينة.. أنها صفقتها الحاسمة..
دقائق وينقلها هذا الهاتف اللاسلكي إلى سدة الامبراطورية..
. . .
أشعلت دخينة فاخرة.. وأمسكت بالهاتف المستطيل بعد أن ضغطت الأزرار ليأتيها صوت مغناج:
-. ألو.. أنا السكرتيرة الخاصة.. أية خدمة؟.
كانت غادة.
من قال انها لا يمكن أن تكون إمبراطورة الخراب العربي؟.
. . .
كانت البداية عندما سعت - بلباس الأرملة الحزينة - بعد رحيل الزوج، وهي تتنقل بين مكاتب الروتين سعياً وراء المرتب التقاعدي للرفيق الراحل، ولكن الرجل الذئبي الصغير، القابع في دائرة المعاشات، خلف كدسة من مصنّفات المساومة والمراوغة، سحب عن وجهها برقع الحزن ليشيع الجمال المركون عبر سني الزواج الذي بدأ مبكراً، تحت أضواء محافل التآلف الإجتماعي في مقاصير سماسرة المفاتيح الذهبية، وردهات فنادق النجوم الخمسة.
ما كانت تعلم شيئاً عن (( النقلة الحضارية )) الجديدة للناس والأشياء، وهي رهينة أسوار الزواج المبكر، والزوج الغيور، ومناخ شجرة الأسرة العريقة منذ الجد السابع عشر..
لطمت الرجل الذئبي الصغير على صدغه صارخة:
-. ولماذا هذه ( البداية ) المتواضعة يا إبن الكلب ما دامت الجعالة المنتظرة على هذا الهزال؟. سأبدأ من (سيد سيدك ) ومن هذا الرصيد الذي بهرك دون بهرج أو طلاء، فكيف إذا خرج بالأبهة العالية من التبرج والاستعراض؟.
وتهاوى (( الأسياد )) أمام الساق العبلاء التي رفست حصان المهلهل الأشهب، ونشبت في ساح النخاسة الجديدة، تدحرجت أمامها عروض وعقود وأحجار كريمة هي أنفس ما أخرجت المناجم من المعادن الثمينة.. وعلى الرغم من المفاجآت المبهرة، فقد تمالكت رباطة جأشها، وراحت تتصرف كإمبراطورة تتكلف ابتسامة الرضى، وهي تتلقى هدايا الحاشية..
وبدأت تتوق للتسلل إلى المجتمع العالي، مجتمع الذين يمثلون وقار المسؤولية على شاشة الرائي وفي الإحتفالات والمناسبات، يطلقون الخطب الرنانة والتصريحات النارية، وينثرون الكلمات الملونة هنا وهناك..
. . .
وجاءت فرصة سانحة، متجسدة في رجل تاجر، اوحى إليها بأنه سيد الميدان، وانه يضع السوق في جيب سترته...
قدم أوراق إعتماده، ودفتر شيكاته، وتمت الصفقة، كانت تريده مداساً لطموحها الأكبر، ولكنه فاجأها بما لم تتوقعه: عرض زواج.
بدا لها مثل ذلك الرجل الذئبي الصغير، وأن كان يختلف عنه بأنه ألبس المراوغة لبوس الشرع والسنّة
-. أي رحْ عني يا... بلا زواج بلا وجع رأس..
وقبل أن تنفض يدها منه، كانت قد قبضت باليد الأخرى على ( صوص ) آخر...
بدا أول الأمر، أو هكذا حاول أن يبدو - مثل باشق ذي شموخ وعنفوان، ثم تكشّف لها عن قوّاد هزيل يريد أن يمد جسدها اللدن جسراً يعبر إلى من بيده امر إجازات التصدير
أدركت لعبته، فبادرته بسلاحه نفسه.. طلبت إليه أن يتقاسم معها البيدر:
-. أي بيدر؟.
-. بيدر المكاسب يا إبن الشائنة.. وهرب
. . .
لن تكون بعد الان بحاجة ألى وسطاء.. هكذا قررت.. ستختصر الطريق بمواهبها الموروثة والمكتسبة... ستدوس بكعب حذائها الإيطالي هذه الهامات المنحنية أمامها على إمتداد ساحة الخراب العربي.
ها هي في حالتها الجديدة، تنفسح الأمداء أمامها من جديد على إمتداد زرقة الأفق.. وتتقافز الأحلام إلى المرابع حلقات متتالية، منفتحة، ومتآلقة حتى الذرى السامقة.. ومع الأحلام الجديدة، تتهاوى ذكريات الأمس البائس.. تنزاح الصور والأصداء متناوحة بين الشماريخ وهي تهوى إلى بئر بعيدة القرار..
تنفسح الأمداء أمامها، وهي جالسة في شرفة الشقة الجديدة التي أنتقلت إليها من ذلك القبو الرطب، فإذا هي في إطلالة خضراء، وإذا الطبيعة البادية أمامها واحدة من تلك المنمنمات التي تصوغها دورة الفصول لوحاتً معجزةً من الإبهار
فردت امامها كدسة البطاقات الشخصية، وقائمة الأرقام الخاصة، كومة من الرؤوس والالقاب والثروات، ولم يطل بها الإختيار، فهذه هي بطاقته، تعلن عن نفسها بلونها الذهبي..
ترى.. كيف سيكون وقع المفاجأة عليه؟.
ستة أشهر وهو يطاردها، يفرش لها الدرب بالمخمل، ويمد لها في كل لقاء متعمد بطاقته الذهبية، فقد تكون قد أضاعت السابقة.. وفي كل مرة لا يأخذ منها إلا وعداً معلقاً في الهواء.. حتى كان لقاء، توعدها فيه بأنها لن تراه إذا استمرت في الصد والدلال..
وعلى الرغم من أنه نفّذ وعيده، إلا أنها واثقة من أن ( ألو ) واحدة على الهاتف ستجعله يهرع لا هثاً وقد وقع طربوشه في حذائه..
أنها صفقتها الحاسمة في لعبة الوصول.. ستتحدى صديقتها - غريمتها - غادة التي توحي بأنها تمتلك قرن الثور الذي يحمل الكرة الأرضية، وكل عدتها أمين جمركي على الحدود يمّرر لها صرة ثياب أو صندوق معلبات..
مسكينة غادة.. هرّة جرباء.. تموء في الزوايا، وتلبس لبوس الإدعاء وتوحي لمن حولها بان يدها تطال أعلى تفاحة في جنة الأرض.. جنة؟..
واهمة هي غادة.. فليس في الأرض جنة.. ليس إلا هذا الخراب الذي يمتد على إتساع الصحارى العربية..
ستكون هي - وليس غادة - سيدة هذا الخراب .. امبراطورة هذا الخراب. فمثلها لا مكان له في جنان الطمأنينة.. أنها صفقتها الحاسمة..
دقائق وينقلها هذا الهاتف اللاسلكي إلى سدة الامبراطورية..
. . .
أشعلت دخينة فاخرة.. وأمسكت بالهاتف المستطيل بعد أن ضغطت الأزرار ليأتيها صوت مغناج:
-. ألو.. أنا السكرتيرة الخاصة.. أية خدمة؟.
كانت غادة.
الخميس يناير 17, 2013 8:21 pm من طرف roro2
» موضة الملابس
الخميس يناير 17, 2013 4:19 am من طرف زائر
» ايش يميز العضو اللي قبلك
الخميس يناير 17, 2013 4:16 am من طرف زائر
» عرس مين اليوم ؟ّ!! ♥♥
الخميس يناير 17, 2013 4:05 am من طرف زائر
» اميرة المنتدى
الخميس يناير 17, 2013 3:05 am من طرف زائر
» لبس على ذوقك
الخميس يناير 17, 2013 3:05 am من طرف زائر
» افضل صديقه
الخميس يناير 17, 2013 2:55 am من طرف زائر
» الخطوط الجويه
الخميس يناير 17, 2013 2:52 am من طرف زائر
» ترشيح الصبايا
الأربعاء يناير 16, 2013 8:37 pm من طرف miss-daadoo